السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل تعرف ماذا تعني كلمه كاريزمي؟
على الرغم من الإبهام الذي يحيط بالكاريزما إلا انه يمكن تحديد
صفات (أو خطوات)يقترب المرء أكثر من الكاريزمية كلما جمع
عددا اكبر منها و أداها بإتقان وعايشها بجدية واهتمام.و فيما ياتي
نتناول هذه الصفات بالبحث و التحليل:1.
إياك وتقليد الآخرين(Never Imitate Others) الكاريزما فن يتم تعلمه
بالممارسة المستمرة و التطوير والتعلم .
ومعنى كلمة فن أي أنها يجب أن تصبح نابعة من ذاتك وكيانك
،بحيث تصبح كلك ترنيمة واحدة متكاملة ،و إياك أن تصطنع
الكاريزما اصطناعا فان هذا يظهرك متكبرا متعجرفا يبغضه
الآخرون.
أثبتت الدراسات أن الأشخاص الكاريزميين لديهم مناعة ضد تقليد
الآخرين ، فهم يبنون شخصيتهم بأنفسهم ،ثم يرسلونها إلى
الآخرين للاقتداء بها .
فكونك تقلد الآخرين يظهرك بمظهر المهتز غير الواثق من نفسه.
وهذا لا يعني بالضرورة عدم تطويرك لمهاراتك وقدراتك،وإنما
عليك تجنب التقليد المباشر الذي يمنع تكون شخصية ثابتة مستقر
ة في التعامل والاتصال مع الآخرين.
فإياك ثم إياك أن تقلد الغير دون عقل وبصيرة،وليكن رائدك في هذا
قوله تعالى في ذم التقليد الأعمى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} (104) سورة المائدة.
وقوله: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} (22) سورة الزخرف.
2.
الثقة بالنفس (Self Confidnce)
يجب عليك أن تدرك أن ثقتك في تصرفاتك ركيزة أساسية للكاريزمية.
وهذا نابع من سلوك البشر الذي يميل إلى الاعتماد على قدراتك و الإيمان بها بقدر إيمانك أنت بها.
فيجب عليك ان تثق بنفسك ابتداء.فان لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك.
يقول سيد رحمه الله:
إن المباديء والأفكار في ذاتها- بلا عقيدة دافعة- مجرد كلمات
خاوية أو على الأكثر معان ميتة! والذي يمنحها الحياة هي حرارة
الإيمان المشعة من قلب إنسان! لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة
تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع.
آمن أنت أولا بفكرتك، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار! عندئذ فقط
يؤمن بها الآخرون ! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من
الروح والحياة...
و يقول ديفيد فيسكوت في كتابه "فجر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة":
إن التبرير الوحيد لذي تحتاجه كي تعمل إي شيء تريده هو ببساطة :"أنا أريد أن أفعل ذلك ".
إن التبرير الوحيد الذي تحتاجه لعدم فعلك شيء لا ترغب فيه هو ببساطة : " أنا لا أريد أن أفعـل ذلك ".
سوف يفهِم الذين يحبونك ذلك .
لن يفهم ذلك من لا يحبونك .
إنك ليست في حاجة لإقناع أي شخص بأي شيء . ففي الواقع إنك
لا تستطيع أن تقنـع أولئـك الذي لا غاية لهم سوى السيطرة عليك
بأي شيء .
حدد الأشياء المفضلة لك بشكل مباشر وواضح .ثم فكر فيها لمدة
دقيقة . إن الذين يعارضون قرارك يريدون فقط فرض آراءهـم
والأشـياء الـتي يفضلون .إذن لم تعير آراءهم عن حياتك الخاصة
أهمية أكبر من آرائك أنت عن حياتك؟
إنك لن تعترض إذا قام الآخرون بعمل ما يرغبونه . قد لا تحب
ذلك أو حتى توافق عليه ، ولكنـك تؤمن بأن الآخرين لهم الحرية
في أن يحيوا حياتهم بالطريقة التي تروق لهم . ومن العدل أن تكون مثلـهم تماماً .
احفظ هذين المبررين عن ظهر قلب :" أنا أريد ذلك " و " أنا لا
أريد ذلك " .
إنك لست في حاجة إلى مبررات أو أعذار لتكون ذاتك.
هذا وتتجسد الثقة في نقطتين أساسيتين:
أ.
الهيئة(Apperance):إن للهيئة النصيب الأكبر في تحقيق الثقة.ويقصد بها مظهرك العام
أمام الآخرين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله طيب يحب الطيب
نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود"
حاول أن تكون ثابتا و معتدلا في وقفتك أو جلستك،وعندما تقوم
بمصافحة الآخرين ،قم بالمصافحة بحزم وجسارة (تماما كمصافحة
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان لا ينزع يده حتى ينزعها
الآخر)،وانظر إلى الشخص الذي تصافحه مباشرة في العين مظهرا
له اهتمامك به.كما لا بد من أن تتذكر اسمه.
تجنب التشبيك بين يديك، أو وضع رجل فوق الأخرى أمام
الآخرين.وحافظ على يديك بعيدتين عن وجهك قدر الإمكان(كي لا
تظهر متوترا أو خجولا،فهاتان الصفتان مدمرتان للكاريزمية).
ب. المعاملة العادلة(Be anyone's equal)
ساو قدر الإمكان في المعاملة بين الناس الذين تحتكّ بهم او تتعامل
معهم و إياك أن تبدو و كأنك تتحدث إليهم من أعلى إلى أسفل
.
فالنقطة هنا تتضمن احترام الآخرين (بالتساوي)ولكن في نفس
الوقت أشعرهم برغبتك في أن يبادلوك المعاملة بالمثل.أي بمعنى
آخر عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة.
============
***عن كتاب كاريزما السلم الوظيفي ، م. عمر ابو عاذرة