عشرات العراقيين، تحتجزهم القوات الأمريكية يومياً للاشتباه في صلتهم بمسلحين، وتزج بهم في السجون والمتعقلات التابعة للأمريكيين، ورغم سهولة عمليات الاعتقال والاحتجاز، فإن عمليات الإفراج عن الأبرياء تستغرق وقتاً قد يمتد إلي سنوات،
ففي معسكر «كروبر» قرب بغداد، علي سبيل المثال، تراجع لجنة ثلاثية ملف أي معتقل مرة واحدة كل ٦ أشهر للبت في مصيره، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن معتقلاً يرتدي زي السجن انفجر باكياً أمام ٣ ضباط أمريكيين، محاولاً إثبات براءته من تهمة «الإرهاب» مردداً عبارة: «أريد العودة إلي منزلي ورؤية أطفالي».
وقال الجنرال دوجلاس ستون، الذي يدير عمليات الاعتقال في الجيش الأمريكي منذ أبريل ٢٠٠٧، إن مزيداً من المعتقلين العراقيين المفرج عنهم يرفضون مغادرة معسكرات الاعتقال، خصوصا لإنهاء دروس بدأوها في السجن.
وقال ستون، خلال مؤتمر صحفي في بغداد أمس الأول: «خلال الأشهر القليلة الماضية طلب معتقلون البقاء قيد الاحتجاز لإنهاء دروسهم»، دون أن يحدد عددهم، وأوضح أن بعض ذوي المعتقلين طلبوا أيضا أن يسمح لأنجالهم بالبقاء في السجن لإنهاء دروسهم، لكنه شدد علي أن الجيش الأمريكي لا يشجع علي إبقاء هؤلاء قيد الاعتقال،
وأضاف: «لا نريد أن يبقوا معتقلين.. نريدهم أن يعودوا إلي منازلهم.. حين لا يعودون يشكلون خطرا»، فيما قال مدرسون في معسكر «كروبر» إن ذوي معتقلين طلبوا أن يتم اعتقال أشقائهم وشقيقاتهم ليستفيدوا بدورهم من برامج يقدمها السجن.
ويقدم الجيش الأمريكي برامج تعليمية لحوالي ٢٣ ألف معتقل في سجن «كامب كروبر» قرب بغداد، وكامب بوكا قرب البصرة في الجنوب.
أوضح ستون أن «القوات الأمريكية تعتقل نحو ٢٠ شخصاً يوميا للاشتباه في ضلوعهم في عمليات تمرد، في حين تفرج يوميا عن نحو ٥٠».. وعزا هذه الأرقام إلي تراجع أعمال العنف وقراره فصل المعتقلين المتطرفين عن نظرائهم المعتدلين، ومشاركة السكان في إعادة دمج السجناء المفرج عنهم.