عندما زار جيفري فليشمان مراسل صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية القاهرة نصحه كثيرون بألا يثق في أصحاب العقارات في مصر، حيث يراعون الوقت جيداً إذا تعلق الأمر بتسلم الإيجار، لكنهم لا يراعونه فيما يخص صيانة المنزل.
فليشمان لم يصدق هذه النصائح إلا عندما زار القاهرة، ويقص تجربته: «استأجرت شقة وكنت أتعامل مع مالكها بشك، لكنني فوجئت به يلبي كل طلباتي، وعندما اتصلت به وطلبت إصلاح الثلاجة، أرسل لي مجموعة رجال يرتدون (أفرولات زرقاء) لإصلاحها، الغريب أنهم وبعد إصلاحها قالوا لي: (تم إصلاحها إن شاء الله)، وهي عبارة سمعتها أكثر من مرة منذ أن وطأت قدماي مطار القاهرة، وتصورت أن كل شيء في مصر يسير بقدرة (إن شاء الله)، أو أنها بلد إن شاء الله».
ساعات قليلة مرت علي فليشمان وهو داخل الشقة،يفسر عبارة «إن شاء الله»، التي سمعها كثيراً، وفجأة سمع صوتاً مزعجاً صادراً من الثلاجة، فعاود الاتصال بصاحب المنزل مرة أخري، ولم يكذب خبراً وأرسل له مجموعة رجال يحملون ثلاجة جديدة، هنا استغرب فليشمان من الشائعات التي سمعها عن ملاك العقارات في مصر، وشعر بأنها تنطوي علي ظلم شديد، فاستجمع شجاعته واتصل مرة ثالثة بمالك الشقة، وطلب منه غطاء بلاستيكياً لقاعدة الحمام، لكنه لم يتلق رداً وشعر بضيق صاحب المنزل، وأن استجابته هذه المرة لن تكون في الاتجاه المطلوب ولن تنتهي بعبارة «إن شاء الله».