هل تحترم رأيي؟!
اليوم نظرت إلى نفسي من زاوية أخرى عندما سمعت أن جارتنا الأم لأربع بنات ستبقى تحاول الإنجاب حتى يأتي الإبن الذي تنتظره!
أول ما نطقت به عند سماعي الموضوع هو : " يعني بدها تضلها تخلف لغاية ما ييجي صلاح الدين؟!" .
و رددت على نفسي بالفور "طيب أنا شو دخلني ؟! هي حرة!"
كثيرا ما نردد أننا نحترم حريات الآخرين و أراءهم و قناعاتهم حتى و إن خالفتنا، لكننا و للأسف في معظم الأحيان ننسى ما ننظر به حول تقبل الرأي الآخر و ننتقد غيرنا و نهاجمهم لمجرد أنهم ليسوا نسخة مطابقة لنا!
سؤالي هو ..
هل نحن فعلا كما نعتقد أننا؟!
و هل نظرتنا لأنفسنا نابعة من المعتقدات التي ننظر بها أم من تلك التي نطبقها؟!
من منا لم يسمع يوما العبارات التاليه؟
هاي الست عايشة عشان تخلف...
دايما موقف شعره و لابس سنسال زي البنات ...
يعني مغطية وجهها خايفة تسحر العالم ... شو هالمبالغة؟!
كل هالفلوس و عامل عرسه في صالة زي هيك؟!
مربي لحية لعند بطنه و لابس دشداشة للركبه.
طيب يا جماعة .. هو حر و هي حرة ... إحنا شو دخلنا؟! يعني واحد مربي لحيته و التاني تعبان فيها؟!
يحق لنا أن ننقد ظاهرة معينة في مجتمعنا، و أن نوضح رأينا فيها بايجابياتها و سلبياتها، و لكن لا يحق لنا أن ننقد الأفراد، بل يجب علينا احترام اختلافهم عنا؛ فابنة الجيران يحق لها أن تنجب طفلا أو 10 ، و ابن الجيران حر بتقصير شعره أو إيطالته، و يحق لأي امرأة أن ترتدي النقاب أو تخلعه، كما يحق لأي رجل أن يختار طول الثوب الذي يناسبه و يختار مكان إقامة زفافه حتى إن لم يعجبنا!
إحنا شو علاقتنا في كل هاد؟!
احترام آراء الآخرين يكون بطريقة حديثنا عنهم، و مواجهتنا لهم، و ليس بالإدعاء أمام أنفسنا و غيرنا أننا نحترم الإختلاف.
لننظر في داخلنا إلى جزء احترام آراء الآخرين ...
هل نحن فعلا نحترم اختلافهم أم ندعي ذلك؟