«والله.. والله أنا مؤمن موحد بالله.. لكني أقر وأعترف بأني أخذت المبيد الحشري بإرادتي يوم الأربعاء ٥ مارس ٢٠٠٨ لأن ظروفي صعبة.. مالهاش حل.. خلاص مافيش حل.. خلوا بالكم من آية وأم آية..».
هذه آخر كلمات نطق بها البائع محمد فتحي محمود «٣٩ سنة» وهو علي فراش الموت بمستشفي المنيا الجامعي، بعد تناوله المبيد الحشري وانتحاره احتجاجاً علي غلاء المعيشة أمس الأول، وهي نفس الكلمات التي سطرها في ورقة أعلن فيها عن ديونه ووصيته لزوجته وابنته «آية».
اتشحت قرية تانوف التابعة لمركز ديرمواس بالمنيا مسقط رأس ضحية الغلاء بالسواد واختفت الأصوات وانعدمت الحركة.. وفي منزل الضحية تجمع رجال القرية واصطف الجميع لتقديم واجب العزاء وهم يقولون «حسبنا الله ونعم الوكيل».
الزوجة شفاعة حسن مصطفي «٣٠ سنة»، دبلوم صناعي، قالت: «لم يعد لدي شيء سوي ابنتي آية فأرجو من المحافظ أو أي مسؤول في الحكومة أن يوفر لي وظيفة لأننا علي باب الله ونبيع في الأسواق وإحنا ونصيبنا، وأطالب الحكومة بالنظر بعين الرحمة لأمثالنا لأن تكرار حادث زوجي متوقع في أي لحظة».
تقول منار عبدالسميع شلقا والدة الزوجة: لم يكشف محمد لزوجته عن ديونه، وبعد موته بساعات وجدنا أوراق مديونيات كثيرة لا نقوي عليها، فابنته لم تدفع الرسوم المدرسية حتي الآن، ولولا ولاد الحلال كانت سابت المدرسة.
وحذر ماهر عبدالسلام عبدالغني، عضو محلي مركز ديرمواس، من تكرار الحدث في ظل ارتفاع الأسعار، مطالباً الحكومة بإنشاء المصانع وفتح مجالات لعمل الشباب.