سورة الفاتحه

سورة الفاتحة

-
أول كل شيء وهي ( فاتحة الكتاب ) لكونه افتتح بها ، وهي أوّل ما يكتبه الكاتب من المصحف ، وأول ما يتلوه التالي من الكتاب العزيز ، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن .
قيل هي مكية وقيل مدنية لكنها تصنـّف على انها مكـّية ، وتسمى ( أمَّ الكتاب ) أو ( أمّ القرآن ) وصح تسميتها ( السبع المثاني ) كذلك تسمى ( سورة الحمد ) و ( سورة الصلاة ) و ( الواقية ) وللفاتحة أسماء أخرى جمعت من آثار أخرى : ( الكنز ) و ( الوافية ) و ( الكافية ) وسورة ( الشفاء ) و ( الأساس ) و سورة ( الشكر ) وسورة ( الدعاء ) .

وفي فضل سورة الفاتحة وردت احاديث ، منها ما اخرجه البخاري وأحمد من حديث أبي سعيد بن المعّلى (( أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال له : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد . قال : فأخذ بـيدي ، فلما
أراد أن يخرج من المسجد قلت : يارسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن ؟ قال نعم ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم الذي أوتيتـّه )) .
وأخرج مسلم في صحيحه ، والنسائي في سننه ، من حديث ابن عباس (( قال : بـينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وعنده جبريل ، إذ سمع نقيضاً فوقه فرفع جبريل بصره الى السماء ، فقال : هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط ، قال : فنزل منه مَـلك ، فأتى النبـيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال : أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهُما نبي قبلك : فاتحة
الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ حرفاً منهما إلا أوتيتَهُ )) .

1 - (( بسم الله الرحمن الرحيم )) اختلف اهل العلم في البسملة فقيل : هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها
وقيل : هي بعض آية من أول كل سورة ، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها ، وقيل : إنها ليست آية في الجميع ،
وإنما كتبت للفصل . لكن الاتفاق على أنها بعض آية من سورة النمل .
( الله ) عَـلم لم يطلق على غيره أبداً ، واصله الإله . وكان من قبل يطلق على كل معبود بحق او باطل .
(( الرحمن الرحيم )) : اسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم ، ومعناها أنه انتهى إلى غاية الرحمن والتي تشمل المؤمن والكافر وعليه فـ الرحمن منتهى الرحمة وهي صفة تختص بالله تعالى ولا تطلق على البشر .
الرحيم صفة لله وبيان لسبيل رحمته الخاصة بالمؤمنين قال تعالى: (( ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون .. )) وقال تعالى: ((وكان بالمؤمنين رحيم .. )) .

2 - (( الحمد لله )) الحمد : هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري ، والحمد يكون من اللسان فقط ، أما الشكر
فيكون باللسان والقلب والاعضاء (أي بالفعل ) كما لا يكون الشكر إلا مقابل نعمة ، أما الحمد فيكون لكمال المحمود
ولو لم يكن مقابل نعمة ، والله له الحمد والشكر ، (( رب العالمين )) الرب : اسم من اسماء الله تعالى ولا يقال إلا
مضافاً ، كقولك : هذا الرجل رب المنزل . والرب المالك ، والرب السيد والرب المصلح والمدبر ، والرب المعبود ،
(( العالمين )) جمع العالم ، وهو كل موجودٍ سوى الله تعالى ، وقيل : العالم عبارة عمن يعقل ، وهو اربعة أمم : الإنس
والجن والملائكة والشياطين ، ولا يقال للبهائم عالم .

3 - (( الرحمن الرحيم )) : اسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم ، ومعناها أنه انتهى إلى غاية الرحمن والتي تشمل المؤمن والكافر وعليه فـ الرحمن منتهى الرحمة وهي صفة تختص بالله تعالى ولا تطلق على البشر .
الرحيم صفة لله وبيان لسبيل رحمته الخاصة بالمؤمنين قال تعالى: ((ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون .. )) وقال تعالى: ((وكان بالمؤمنين رحيم .. )) .

4 - (( مالك يوم الدين )) المالك : هي صفة لفعله تبارك وتعالى ، يوم الدين : يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده
وعن قتادة قال : يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم .

5 - (( إياك نعبد وإياك نستعين )) نخصك بالعبادة ، ونخصك بالاستعانة ، لا نعبد غيرك ولا نستعينه .
العبادة : أقصى غايات الخضوع والتذلل ، وفي الشرع : عبارة عما يجمع من كمال المحبة والخضوع والخوف ، والمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس ، وقـدِّمت العبادة على الاستعانة لكون الأولى وسيلة الى الثانية .
عن ابن عباس في قوله إياك نعبد يعني : إياك نوحد ونخاف يا رَّنا لا غيرَك ، وإياك نستعين على طاعتك وعلى أمورنا كلها . وعن قتادة أنه قال يأمركم الله أن تخلصوا له العبادة ، وأن تستعينوه على أمركم .

6 - (( اهدنا الصراط المستقيم )) الهداية : هي الإرشاد أو التوفيق ، أو الدلالة وطلب الهداية من المهتدي معناه طلب
الزيادة من الهداية ، كقوله تعالى (( والذين أهتدوا زادهم هدى )) . والصراط المستقيم : هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ، وأخرج احمد وغيره ، عن النواس أبن سمعان ، عن رسول الله ( صلى ) قال ( ضرب الله مثلاً صرطاً مستقيماً ، وعلى جنبتي الصرط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الابواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا . وداع يدعو من فوق الصراط ، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال : ويحك لا تفتحه ، فإنك إن تفتحهُ تِلجهُ . فالصراط : الإسلام ، والسوران : حدود الله
والأبواب المفتحة : محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط : كتاب الله ، والداعي من فوق واعِظ الله تعالى في قلب كل مسلم .

7 - (( صراط الذين أنعمت عليهم )) هم المذكورون في سورة النساء حيث قال : (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً . ذلك الفضل من الله وكفى
بالله عليما )) .
(( غير المغضوب عليهم )) هم اليهود (( ولا الضالين )) هم النصارى . أي لأن اليهود علموا الحق فتركوه وحادوا عنه على علم ، فأستحقوا غضب الله ، والنصارى حادوا عن الحق جهلاً فكانوا على ضلالٍ مبـين في شأن عيسى عليه السلام . وعن عائشة أن النبي ( صلى ) قال : ( ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين )
ومعنى آمين : اللهم أستجب لنا .

................ انتهى بحمد الله تفسير سورة الفاتحة ...............

المصادر : زبدة التفسير من فتح القدير / الدكتور محمد سليمان عبد الله الأشقر - وهو مختصر تفسير ( فتح القدير الجامع بين فَنـَّي الدراية والرواية من علم التفسير ) للامام الشوكاني .

تفسير الثعالبي .

تفسير الطبري .

تفاسير اخرى لمفسرين آخرين رضي الله عنهم أجمعين .

******************************

بارك الله فيك
موضوع في غايه الروعه
سبحان الله وبحمده
جزاك الله خير
تحياتي