أغنية مصرية جنسية ترد علي إهانة وسفالة فرقة «وكر العصفور» السعودية
ندما نشرت قبل أسبوعين كلمات الأغنية الخليجية التي تسب وتقذف في حق مصر، لم يكن في نيتي الإيقاع بين الشعوب العربية كما زعم البعض لسبب بسيط جدا أن الشعوب العربية واقعة في بعضها خلقة، ولكنها كانت رغبة في معرفة هؤلاء الشباب الذين عكفوا علي تأليف وتلحين أغنية تنال من كرامة وشرف الشعب المصري، كانت هناك تأكيدات تصل الي درجة اليقين بأن اللهجة سعودية، لكنني قدمت بين يدي الأغنية احتمالات عديدة ولا أستبعد أن يكون الأمن المصري وقف وراءها لحاجة في نفسه أراد أن يقضيها.
كنت أعرف أن نشر الأغنية سيكون مثل كرة النار التي فور أن تتحرك ستلتهم في طريقها كل ما يقابلها. علي الهاتف من دبي تحدث معي فراج اسماعيل محرر موقع العربية، لم أكن قد ذكرت أن اسم الفرقة التي أدت الأغنية هو «وكر العصفور» رغم أن هذا الاسم ورد فيها، لكن بعد النشر تجمعت لدي بعض المعلومات عنها، قلت لفراج كواليس نشر الأغنية وما أحدثته من رد فعل، ولم أهتم كثيرا بأن بعض المدونات سارعت لتسجل لنفسها حق السبق في نشر الأغنية فالنشر لدي كان مختلفا وكذلك رد الفعل، واذا كانت هذه المدونات نشرت بالفعل فلماذا لم يشعر أحد بها الا بعد أن نشرت، علي كل ليست هذه هي القضية واذا كانت بعض المدونات سبقت بالفعل فلها مني التحية، لكن المهم أن الأغنية الخليجية التي كانت تتهم المصريين بأنهم حرامية ونصابون وقوادون لم يضع دمها بين الاحتمالات الكثيرة التي نثرتها علي هامشها، فهي لفرقة سعودية تسمي نفسها «وكر العصفور» ولها أغان كثيرة علي النت، أما اسم الاغنية الوقحة فهو «نورت مصر»، والسخرية واضحة بالطبع ويبدو أن هذا هو الاسلوب المفضل لهذه الفرقة فأسماء معظم أغانيها يدل عليها مثل: «ارفع طي*ك فوق و ن*ك أم الجو»، والعلامة مكان حروف لا يصح أن ننشر الكلمات بها.
ما يمكن أن يخفف الوطأة قليلا أن هذه الفرقة تفعل نفس الشيء في السعودية فهي تسخر بل تسب وتلعن القبائل والمدن السعودية بنفس الطريقة التي سبت بها مصر، وقد اعترف السعوديون أنفسهم بذلك من خلال التعليقات الي وردت علي تقرير فراج اسماعيل الذي نشره موقع العربية ومنها:
- هذه فرقة «راب» عندنا بالسعودية وبالمدينة المنورة علي ما أعتقد وهم من أصل غير سعودي ولكنهم يحملون الجنسية، وأغانيهم منتشرة ومعروفة وتحديدا في جدة والمدينة المنورة.
- هذه فرقة كل أغانيها تافهة ولها أغان فيها سب لبعض مناطق المملكة، وأغنيتهم"نورت مصر" تعبر عن عقد نفسية متأصلة في نفوسهم.
- هذه الفرقة تنسب نفسها للسعودية وابناؤها غير سعوديي الأصل، انما من المجنسين الذين أخذوا الجنسية وهؤلاء اسمهم «طرش بحر» أو بمعني أصح: أفراد جاء أجدادهم الي الجزيرة العربية من أجل تأدية فريضة الحج أو العمرة ولم يعودوا الي ديارهم وعليه فهم لا يمثلون الشعب السعودي الأصيل.
- شباب «وكر العصفور» هؤلاء يعيشون في الحجاز وقد سبوا أهل الرياض والقصيم وهم مسئولية الأمن السعودي فهو الوحيد المسئول عنهم كونهم يعيشون في السعودية.
- شباب «وكر العصفور» شوية عيال مراهقين وعاملين «أغاني» تانية فيها سب وقذف في الكويت، ولهم أغان يشتمون السعوديين البدو بأقذع الألفاظ. مصدر الأغنية أصبح معروفا، فرقة غنائية من شباب السعودية ليس مهما أنهم من أصل سعودي أو من المجنسين الذين اكتسبوا الجنسية السعودية ولم يولدوا بها، وقد صاغوا أغنيتهم تلك عن قصد الاساءة والاهانة لمصر وهذه طريقتهم ولن يشتروها فهم يوجهون اساءات بالغة للجميع بمن فيهم السعوديون أنفسهم.
لكن المفاجأة الحقيقية أن الأغنية السعودية كانت مستفزة بما يكفي للدرجة التي دفعت مجموعة من الشباب المصريين لتأليف وتلحين أغنية للرد علي السعوديين، لكن أصدقكم القول أن الأغنية المصرية أكثر سفالة وبذاءة وقلة أدب أيضا، واذا كنت لم أتردد في نشر كلمات الأغنية السعودية كاملة فإنني أتردد كثيرا في نشر كلمات الأغنية المصرية كاملة لأنها مكشوفة بصورة مزعجة، الأغنية عنوانها رسالة الي كل سعودي وتمت اذاعتها علي موقع «يوتيب» مع لقطات مصورة لرقصات سعودية واستعراض لبعض الفتيات السعوديات تقول الأغنية:
«يا سعودي يا... يا بتاع الغطرة والعقال
يا بدوي يا معفن يا بتاع البقر والجمال
أنا لما أجيب في سيرتك تقعد تسمعني في الحال
لغاية ما أشتم عيلتك من العم لحد الخال
استعدوا وقوموا يا شعب السعودية
فيلكس جاي يرد علي وكر العصفور في الأغنية
اسمعوا يا بقر رد واحد من المصراوية»
وفي فقرة تالية يظهر صوت نسائي يقول: «أنا.....السعودية عايزة أي زول، جوزي واقف حنبي زي الدلدول، يالا تعالوا.....بس سيبوا البترول»، ثم تتواصل الأغنية:
«يالا يا ولاد......يالا يا شعب اللواط
كلكوا ولا تسووا حتي شلن ولا حتي السحتوت
كلكوا تستحقوا.....لحد الموت
بس للأسف هتتكيفوا يا ولاد......
أهم حاجة عندكوا البترول اللي مديكوا قيمة
يوم ما يخلص منكوا هتاخدوا بالجزمة القديمة
احنا بنينا الأهرامات وانتو بترعوا الغنم».
وفي ختام الأغنية يظهر صوت نسائي مرة أخري يسأل: «وين الصعيدي اللي قلتولي عليه»، ويرد عليها صوت صعيدي: «تعالي يا مرة»
الأغنية مزعجة ما في ذلك شك ولم نكن نرغب في أن تصل الأمور الي هذه الدرجة من التراشق بالأغاني الجنسية بين الشعوب العربية، لقد ظللنا لفترة طويلة نبحث عن حالة الصراع السياسي بين مصر والسعودية وما تفعله السعودية جادة غير متكاسلة من أجل سحب البساط من تحت أقدام مصر، لكن فجأة وجدنا أنفسنا أمام حرب كلامية يغلب عليها السب والقذف الجنسي، وقد يكون أصحاب هذه الأغاني شباباً مراهقاً من البلدين لكن في النهاية لا يمكن أن نتجاهل هذه الحالة من الكراهية المتبادلة بين الشعبين، لقد طالب بعض السعوديين بأن يقوم الأمن السعودي بدوره تجاه فرقة شباب وكر العصفور صاحبة الأغنية البذيئة التي سبوا بها مصر، ويمكن من ناحيتنا أن نطالب الأمن المصري بأن يبحث عن الشباب الذين كتبوا ولحنوا الأغنية التي تسب وتقذف في حق السعوديين ويقوم بدوره تجاههم هو الآخر.
لكن هل اذا تم القبض علي هؤلاء المراهقين المهووسين جنسيا هل ستنتهي حالة الكراهية بين الشعبين وهي الحالة الساكنة تحت الجلد نحاول أن نخفيها لكنها في النهاية موجودة ومؤثرة وتظهر بين الحين والآخر، وهذ الأغنيات المتبادلة ليست الا انعكاسا واحدا من انعكاساتها، قد نتبادل الكلام الطيب الجميل لكن ما في القلب يظل في القلب، لا أعرف متي تنتهي هذه الحالة وان كنت أعتقد انها لن تنتهي أبدا.<